التصنيفات
المؤلفات

وسائل التواصل الاجتماعي في زمن التباعد الاجتماعي

لم تتوقف شكاوى علماء النفس والاجتماع من تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي السلبية على العلاقات الاجتماعية، والأسرية على وجه الخصوص منذ أن ظهرت تلك الوسائل وأخذت مكانًا على الساحة العالمية بين المستخدمين، فكان منظر الأسرة داخل البيت الواحد وكل فرد فيها يحمل جهازًا لوحيًّا منهمكًا عليه يدعو للضحك والدهشة في الوقت ذاته!

واستمرت دعوات علماء الاجتماع وتحذيراتهم من تغير الأنماط السلوكية للأفراد، ففي العالم الافتراضي كل شيء متاح وبوفرة غير طبيعية، مما لا يتحقق مثيله في العالم الواقعي حتى في أغنى الدول، وأرفه الشعوب. فمن المتاح قبول الأصدقاء على الفيس بوك، أو حظرهم بضغطة واحدة! ومن الممكن فتح صفحة أخرى أو غلقها بمن فيها من المتابعين بمجموعة ضغطات لا تستغرق من الوقت شيئًا!

إنه نوع جديد من العلاقات الاجتماعية القائمة على الألواح الرقمية، علاقات تجمع الجميع وتفرق الجميع في ثوان معدودة!

ولطالما شبهت الانترنت بعالم المثل المقلوب، أو بالمدينة غير الفاضلة في كثير من الأحيان؛ عالم الأحلام والفانتازيا وتحقيق الرغبات بلمسة واحدة على الجهاز. حتى استيقظ العالم على كابوس كورونا ولم يفق منه، فهل العزل المنزلي وقيود الحركة، واجراءات التباعد الاجتماعي التي ينادي بها الاطباء ستؤدي الى تواصل اجتماعي حقيقي بين الأفراد؟ أم أنها أشبه بزوبعة في فنجان؟ هل ستحسن من نمط العلاقات الاجتماعية خاصة بين أفراد البيت الواحد؟ علاقات تقوم على الثقة والأمان والصدق والدوام. نسعى لوسائل جديدة تحقق التواصل الاجتماعي الحقيقي في العالم الحقيقي، وليس العالم الافتراضي القائم على ثقافة (تيك اوي) إنها فرصة تقارب عائلي قل نظيرها لو أحسن استغلالها ولم تُضَيَّعْ

بواسطة samir omar sayed

أستاذ اللغة والأدب العربي بكلية الإلهيات جامعة غازي عنتاب

أضف تعليق