التصنيفات
المؤلفات

العرب وتحديات العصر الراهن

منذ أن تفككت الدولة العثمانية التي كانت تمثل الغطاء الإسلامي الشرعي الحاكم للمنطقة العربية، ثم قيام الحرب العالمية الثانية وظهور تيارات التحرر من الاستعمار الغربي نالت الشعوب العربية استقلالها السياسي عن الغرب لكنها وقعت في مآزق عدم القدرة على التكتل لا تقل عن الاستعمار الغربي نفسه ويشار إلى هزيمة يونيو 1967 على أنها نهاية المشروع العربي الوحدوي، والذي تزعمه جمال عبد الناصر وقادته مصر، ونجحت في تحقيقه بعض الشيء لكنها فشلت في إيجاد وحدة عربية حقيقية تعوض ضياع التكتل تحت الغطاء الإسلامي. وقد ساعد على فشل المشروع الوحدوي العربي المملكة العربية السعودية في زمن الملك فيصل، والتي كانت تقود جناحا عربيا إسلاميا معاديا للمشروع الناصري شكلا ومضمونا. فكانت النتيجة أن انقسم العرب إلى فريقين فريق تقوده القاهرة، وفريق تقوده الرياض. وقد كان توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل سنة 1979 إيذانا بخروج مصر من المشهد العربي، وترك الساحة العربية للتيار الاسلامي الراديكالي، غير أنه لم ينجح في تحقيق الوحدة الاسلامية، ولا الوحدة العربية، وذلك لغياب الرؤية والأهداف وعدم استغلال الأساليب والمقومات الداعمة لذلك. ثم جاء اجتياح العراق للكويت وحرب الخليج الثانية وتبع ذلك غزو العراق والازمة السورية والليبية واليمنية لتسطر شروخا جديدة في جسد الأمة العربية بدلا من العمل على رأب الصدع. والآن لا أبالغ لو قلت إن الامة العربية تواجه أصعب تحديات الضياع والتشرذم المذهبي، والمشار إليه بمشروع الشرق الأوسط الجديد، ففي وقت واحد يواجه المشهد العربي أخطارا توسعية اقليمية وأخرى داخلية على حساب شعوب المنطقة العربية بأسرها. ولا سبيل للخروج من هذه الأزمة سوى العودة إلى الجامعة العربية بفكر جديد، وبآليات عمل جديدة تناسب المرحلة. لقد آن الأوان لتعديل ميثاق الجامعة العربية، بجعل قرارات الجامعة ملزمة للدول الاعضاء، وتكوين قوة الدفاع العربي المشترك لحماية مصالح الشعوب العربية ومقدراتها. ولن يقوم بتطوير العمل العربي المشترك سوى القيادة المصرية التي قادت الوحدة العربية في الستينيات، وغابت عن المشهد العربي عشرات السنين وذلك لامتلاكها كل مقومات القيادة العربية والتاريخية ففي المثل يقال: لا تكن ذئبا ولكن لا تدع الذئاب تأكلك”

بواسطة samir omar sayed

أستاذ اللغة والأدب العربي بكلية الإلهيات جامعة غازي عنتاب

3 replies on “العرب وتحديات العصر الراهن”

الفكرة الإسلامية وحدها قادرة على بناء الوحدة العربية ، والعرب بما لديهم من مقومات قادرون على تحقيق هذا ، لكنهم لا يريدون ، أو لا يراد لهم ، فهم مسلوبوا الإرادة إلا في محاربة بعضهم .

إعجاب

الفكرة الإسلامية وحدها قادرة على بناء الوحدة العربية ، والعرب بما لديهم من مقومات قادرون على تحقيق هذا ، لكنهم لا يريدون ، أو لا يراد لهم ، فهم مسلوبو الإرادة إلا في محاربة بعضهم .

إعجاب

أساس الفكرة الإسلامية الوحدوية هم العنصر العربي الذين اشرفهم الله بنبيه وبكتابه العربي المبين، وكما نهض المسلمون في البداية بفضل العرب من الصحابة، فالنهضة المستقبيلة لابد أن تكون عربية المشرب أيضا، لأن قلب العالم الإسلامي العرب، وقلب العرب مصر.صحيح ان الحضارة الإسلامية صنعها العرب وغيرهم، ولكنها حضارة عربية اللسان حتى لو قام بها من أصولهم غير عربية من مسلمين أو غيرهم.

إعجاب

رد

أضف تعليق